من
النادر أن نفكر ،فى نعم إلهية ضرورية جداً ، لحياتنا الأرضية مثل الهواء .
وكم مرة شكرنا الله عن كل نسمة رقيقة تمتعنا بها!! ولكن كأمر مٌسلم به ،
نتحدث غالباً عن الهواءالعليل والهواء الحار الرطب ، والهواء الكريه
الرائحة والهواء الخانق أو النعش أو المترب دون أن نراه ، يشهد بالذى
أبدعه دون أن نراه أيضاً ونتحدث عن النسيم " كنفس من هواء منعش " وكامر
جميل ، نتمنى أنت نتمتع به فى كل فصول السنة .
ويتحدث الكتاب المقدس عن الله على أنه " نسمة حياة " والكلمة العبرية "
روٌاح " تعنى ( ريح ، وروح ) ونجدها فى اّيات كثيرة ، متعملة بالمعنيين ،
وهى تذكرنا " بروح الله " الغير مرئية ، ولكننا نشعر بها فى حركتها
الرقيقة .
وعلى ذلك ، فالحركة الخفيفة الهادئة للنسيم تذكرنا بوجود الله حولنا وأنه
هو الذى يبقى لنا حياتنا " كالهواء " الذى يظل فينا ومعنا ، لكى يحفظنا
أحياء ولو إمتنع عنا الهواء لمتنا فى الحال سواء أحسسنا به أم لم نحس .
تـــأمل :المؤمن
الممتلىء بالروح القدس هو إنسان هادىء رقيق وحنون ولطيف ، يمر على العالم
،مر النسيم ، ويرحل عنه فى هدوء . دون أن يترك أى أثر سىء ، يحس برقته
وحنانه ، وحبه كل من يعمل معه ، ومن يعيش معه ، عن قرب ، أما الشرير فهو
قاسى القلب ، يميل إلى العنف . يثور كهبوب الرياح وفى غضبه الشديد يتعب كل
من يلقاه ، ويؤلم مشاعره ، ويسبب له الخسارة والدمار المادى والروحى ، فهل
أنت نسيم رقيق أم ريح عاصفة ؟! مثل القديسين " يعقوب ويوحنا " اللذين
لقبهما رب المجد : " بوانرجس " أى "إبنى الرعد " بينما كان يسوع
دويعاًهادئاً ، يسير فى الشوارع ولا يسمع احد صوته وهو الذى قال بفمه
الطاهر :" تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا راحة لنفوسكم " (
متى 11 : 29 ) . صـــــــــــــــلاة
ساعدنى
ياربى ، لأحس بك ، كنسمة رقيقة ، فى كل طرق حياتى ، حنوناً شفوقاً ، نخفف
عنى جفاف الياة ، وتٌلين من قسوة الطبيعة البشرية الجامدة ، وإملأ قلبى
بالعرفان بالجميل ، لكل ماصنعت معى من أمور ، سارت بهدوء ويسر ، وأدخلت فى
نفس السرور ، والسعادة الحقيقية . لك الشكر والحمد على حنانك وعلى سائر
صفاتك ، وعلى جميع ماصنعت معى من خير ورحمة ، أميـــــــــن .