شوكت اخلص من عذابك
عدد الرسائل : 128 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 26/05/2007
| موضوع: اي طريق تسلك ايها العاقل؟؟؟؟ الثلاثاء مايو 29, 2007 2:43 pm | |
| حين ترى أمامك مفرق طريقين :
الأول : طريق شائك صعب وعر .. أما الثاني : فطريق سهل ميسور ..
بقرب كل منهما لوحة إرشادية وضعتها الحكومة .. اللوحة الأولى
بقرب الطريق الأول تقول : لا عليك ..
هذا الطريق رغم ما تراه من وعورته وصعوبته وقسوته ،
فإنه وحده الذي يوصلك إلى غايتك التي ترجو الوصول إليها ..
وأما اللوحة الثانية ،
بقرب الطريق الثاني: فتؤكد لك ،
محذرة إياك من سلوك هذا الطريق الذي تراه سهلاً ميسورا ،
فإنه مليء بالأخطار ، والهلاك فيه محقق ، ثم أنه _ على فرض قدرتك على قطعه _ فإنه لا يوصلك إلى نهاية ..!! _ قال الشيخ وهو يدير عينيه في وجوه الحاضرين :
السؤال الآن :
أيها العاقل : ترى أي الطريقين تسلك ..؟!!
وسكت قليلا ، كأنما يحاول أن يعرف صدى كلماته ثم قال : لا شك أن النفس تميل إلى السهل الميسور ،
ولكن العقل يتدخل ويوازن بين ألم قصير ،وعاقبة حسنة ،
وبين لذة قصيرة ، وهلاك محقق .
فيختار سلوك الطريق الصعب __ وإن شق عليه __ ..
أليس كذلك أيها الكرام ؟
اكتفى كثيرون بهز رؤوسهم بالإيجاب :
كأنهم يقولون : ما في ذلك شك .. غير هذا حماقة واضحة ..
ابتسم الشيخ وأطلق تهليلة مد بها صوته في نبرة مؤثرة ، ثم قال : هذا بالضبط هو مثال طريق الجنة ، وطريق النار .. _ في الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( حفت الجنة بالمكاره
وحفت النار بالشهوات ) رواه مسلم. فطريق النار طريق ميسور ، مليء بالمتع والشهوات واللذائذ ،
ولكن ما نهايته ؟ نهايته غضب الله وسخطه والعياذ بالله ..؟!
نهايته قد تكون : خاتمة سوء يلقاها هذا الغافل عن ذكر ربه ..
طريق خلاصته : ضنك في الدنيا ، وعذاب في الآخرة ..
فأي حماقة أكبر من هذه الحماقة التي يرتكبها أكثر الخلق
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..!!؟
وعاد يطلق تهليلة يرفع بها صوته ويمده ،
وتحسب أنها تخرج من قاع قلبه فتصل إلى قاع قلبك فتهزه هزا .
أما فأحسب أني رأيت دمعة كانت تترقرق في عين الشيخ
وواصل حديثه قائلا : إن طريق الجنة ، يحتاج إلى مجاهدة للنفس الأمارة ، حتى تستوي على الطريق المستقيم
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى **
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
وتحدث عن معالم على طريق مجاهدة النفس ، ثم قال:
أيها الأخ الحبيب :
حاسب نفسك على ضوء هذه القاعدة _ مثال الطريقين _
..فإن الأمر جد لا هزل فيه .. وإن دقيقة واحدة باقية من العمر ، إن فيها لأمل عظيم في رحمة الله .
فأين من يعزم ويقرر ويمضي ليصعد إلى القمة رغم أشواك الطريق .
ومن لا يحب صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر
وتذكروا بديهية أخرى :
إذا كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسامُ
فوطنوا أنفسكم أن تكونوا أصحاب همم سامية راقية همم لا ترضى بغير القمم ..
وهذا ما يعلمكم إياه رسول كم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :
( إذا سألتم الله الجنة ، فاسألوه الفردوس الأعلى ) اخرجه البخاري
إذا غامرت في شرفٍ مرومٍ ** فلا تقنع بما دون النجومِ
وبارك الله فيكم | |
|